روايتي : العودة

الحلقة الأولى: العودة

ملاحظة: المسلسل هذا قد يعبر عن شخصيات حقيقية أو غير حقيقية، وأحداث واقعية أو غير واقعية 🙂

ملاحظة أخرى: ليس القصد من كتابة ما سأكتب تقديم عمل نظيف نحويا ولغويا، أنا أكتب ما في رأسي وحسب، يعني قد يكون ما ستقرأونه مجرد شخابيط

رفعت رأسي وأخذت اجول بنظري في سماء روميا الزرقاء وكأني أفسح لذاكرتي المجال لإلتقاط صور تذكارية لزرقتها الداكنة قبل أن أغادرها لفترة طويلة.. قد تمتد للأبد.. هذا البلد الذي قضيت فيه أحلى أيام عمري ومراهقتي كلها مع والدي العزيز الذي أتى في مهمة عمل منذ سنوات طفولتي وحتى الآن.. روميا التي لم أعرف سواها هي وشرم العيش سكنا… حيث ولدت في الأخيرة، وعرفت في الأولى الفرق بين الطاط والطيط…

أغمضت عيني وأخذت نفسا عميقا لأترك لذاكرة خشمي فرصة للتنعم بنسيم روميا الرهيف.. دلفت إلى المطار وحدي.. ولأول مرة في حياتي.. فالوداع كان أصعب مما يطيق والدي.. لذا تشاغل بإجتماع طارئ وبلعت تلك التمثيلية المخترعة بأسرع ما يكون…

مرت ساعات لم ادري قياسها الزمني الفعلي.. اذ تشاغلت خلالها بتقليب الصور والذكريات في ألبومي الوردي تارة والنوم تارة أخرى ومراقبة هذا السمين الأجنبي الذي يجاورني وقد أزال حاجز المقعد الرمادي بيني وبينه وأخذ يرجني بإهتزاز جسمه ضحكا في كل مرة يظهر مشهد مضحك في الفيلم الكوميدي الذي كان يعرض في شاشات الطائرة..

وعند إقتراب موعد الوصول، إلتصق وجهي تلقائيا بنافذة الطائرة وأخذت انظر للأرض محاولة إيجاد موقع الجامعة التي تمنيت ألا تقبلني في وقت هي في الواقع حلم كل طالب في شرم العيش.. هاهي أراها مباشرة أسفل الطائرة.. طفرت دموعا يائسة من عيني وأني أتمنى لو أني كنت في طائرة حربية لأنسفها بأكبر قنبلة في العالم وأتخلص من كابوس الدراسة فيها والإبتعاد عن أسرتي وأرض سعادتي في روميا..

مرت لحظات قبل أن انتبه أن دموعي القليلة قد تحولت إلى سيل جارف من الدموع مختلط بنشيج وأصوات عجيبة لفتت أنظار كل من جاورني.. وجدت يدا تمد إلي منديلا أخذته دون نظر لصاحبها ودون تفكير وانخرطت في بكاء أعمق وأعمق.. وأنا أشعر بحرارة يحررها جسمي الذي خزن كل أحزانه وكروبه منذ صدور قرار العودة وإلى الآن..

وتس رونق هن؟ هاو ماي آي هيلب؟

صمت وأنا أطالع الوجه السمين صاحب المنديل والصوت وتفكرت في سؤاله.. لا أحد يستطيع الطعن في مرسوم والدي بالعودة.. فظروف الأسرة ترجح وتفضل ذلك، وهنا أتى دوري للتضحية ببعض رغباتي والعودة.. أدركت حينها أن لا أحد يستطيع مساعدتي.. ولا أحد، إلا أنا…

وها أنا أعود….


8 Comments on “روايتي : العودة”

  1. Meteor says:

    بداية موفقة ياخي عشت الجو , لما ذكرتي كيف ان وجهها التصق بنافذة الطيارة تذكرت مشهد من فيلم هندي يلتصق فيه وجه شاروخان بزجاج فيظهر شكل خشمه بايخا يللا كملي عشان افهم ترا يبالي على ما استوعب في الغالب افهم الرواية من خامس او سادس فصل 😉

  2. جميلةسأكمل قراءة بقية الأجزاءاستمري

  3. illuminati says:

    بداية بعودة…الظاهر دفتر الذكريات يحوي الكثير ;)البعد عن التكلف في اللغة عامل مهم…كيب ات ابوأسلوب جميل في استخدام الكلمات العامية واختيار موفق لاسماء المدن..مثل ما توقعت..أبداع…ما شاء الله عليك. للامام دائما ان شاء الله متابعوون…..

  4. Chem_Eng says:

    enjoyed reading the first part.. keep it up 😉

  5. Sam says:

    Thanks everyone =) I really appreciate ur commentsseeing ur names and comments here means a lot to me =)

  6. FAITH says:

    صارلي يومين و24 ساعة انتظر الحلقة القادمةلا فظ فوك يا سام

  7. Doctor'a says:

    i really like ur way in writing, it shows how talented u r…waiting for the next chapters =)

  8. Sam says:

    Thank you sisters 😉 I'll post the new part toight inshallah =)


Leave a comment